المقالات
ما هو من السما؟ تاريخ وأسرار هذا المنتج التقليدي الشهير
من السما هي واحدة من الحلويات التقليدية المشهورة في العراق وعدد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في جنوب العراق، تشبه السما إلى حد ما الحلاوة الطحينية أو النوجا، ولكن ما يميزها هو مكوناتها الفريدة وطريقة تحضيرها التي تعد جزءاً من التراث الشعبي العراقي، ويتم تحضير من السما من مكونات بسيطة ولكنها غنية بالنكهة، مثل السكر، الجوز أو اللوز، وأحياناً يضاف إليها الزبدة أو الزهر لتمنحها طعماً مميزاً.
تُحضّر من السما عبر عملية تقليدية تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، حيث يتم تسخين المكونات معاً في قدر على نار هادئة، ثم تُخفق وتُترك لتتصلب تدريجياً حتى تصبح ذات قوام قابل للتشكيل، وتقطّع من السما بعد ذلك إلى قطع صغيرة، وتُقدّم كحلوى في المناسبات الاجتماعية أو كوجبة خفيفة في أوقات مختلفة من اليوم.
تعتبر من السما رمزاً للضيافة العراقية، وغالباً ما يُقدّمها الناس للزوار في الزيارات العائلية أو في الأعياد والمناسبات الخاصة، ويمتاز هذا النوع من الحلويات بمذاقه الحلو واللذيذ، فضلاً عن قوامه المقرمش الذي يجذب محبي الحلويات إلى تذوقه مراراً وتكراراً ، ومن خلال هذا المقال دعنا نتعرف اكثر ما هو من السما؟
اقرأ أيضاً ماهي حلوى المن والسلوى؟ أصلها، مكوناتها وفوائدها
تاريخ من السما وأصوله الثقافية
تاريخ من السما وأصوله الثقافية يعدان جزءاً لا يتجزأ من التراث العربي، وخصوصاً في منطقة الخليج والعراق، هذه الحلوى التقليدية تعتبر أحد رموز الضيافة في مختلف المناسبات الاجتماعية والاحتفالية، مما يجعلها جزءاً من ثقافة الكرم والاحتفال.
تاريخ من السما
الأصول العراقية: يعتقد أن من السما نشأت في العراق، وتحديداً في المناطق الجنوبية مثل البصرة والناصرية، حيث تعتبر من الحلويات التي يتم تحضيرها وتقديمها في المناسبات الخاصة، مثل الأعياد والمناسبات الاجتماعية الكبرى، وغالباً ما تكون جزءاً من الطقوس الاحتفالية التي تميز تلك المناطق.
التأثيرات التراثية الإسلامية: يعود أصل التسمية إلى الفكرة الدينية المرتبطة بالمن والسلوى، الوارد ذكرهما في القرآن الكريم كنعمة أُرسلت لبني إسرائيل، من السما تعكس هذه الفكرة الرمزية بتقديمها كحلوى مميزة، تحمل دلالة الكرم والنعمة الإلهية التي تشبه تلك التي نزلت على بني إسرائيل.
الأصول الثقافية
في العالم العربي، يعد تقديم الحلويات مثل من السما جزءاً أساسياً من تقاليد الضيافة، وكثيراً ما تُحضر خصيصاً للزوار وتقدم في الحفلات الكبرى والمناسبات الرسمية، حيث تعكس سمة الكرم العربي.
ارتبطت من السما بمفاهيم دينية في بعض المناطق، خصوصاً في دول الخليج والعراق، وعادةً ما يتم تحضيرها بكميات كبيرة في شهر رمضان والأعياد، كونها تعتبر جزءاً من الطقوس الاجتماعية التي تعزز الروابط بين الأفراد والعائلات.
عبر الزمن، تطورت طريقة تحضير من السما لتشمل مكونات إضافية، مثل المكسرات (الجوز، اللوز)، ما جعلها تتنوع في شكلها وطعمها وفقاً للمناطق المختلفة، وهذا التغيير عزز من تنوع الوصفات وأساليب التحضير، لتواكب الأذواق المختلفة وتلبي رغبات الجميع.
ورغم تطور فنون الطهي وظهور العديد من الحلويات الحديثة، لا تزال من السما تحتفظ بمكانتها كحلوى تراثية مهمة، وما زالت تُحضّر في بعض العائلات بشكل تقليدي في المناسبات الخاصة والأعياد، حيث يُنظر إليها كحلوى تحمل قيمة ثقافية وتاريخية، وتعتبر رمزاً للعادات المتوارثة.
اقرأ أيضاً ما هو المن والسلوى العراقي؟
المكونات الأساسية لحلوى من السما
حلوى من السما هي واحدة من أشهر الحلويات التقليدية التي تمتاز بمكوناتها البسيطة وطريقة تحضيرها الفريدة التي تعكس التراث العربي الأصيل، خاصة في العراق ودول الخليج، وتُعد من الحلويات الفاخرة التي يتم تقديمها في المناسبات الخاصة والاحتفالات، حيث تتميز بمذاقها الحلو وقوامها الخفيف الذي يجعلها محبوبة لدى الجميع.
من المكونات الأساسية لحلوى من السما:
- العسل أو دبس التمر:
يعتبر العسل أو دبس التمر العنصر الأساسي الذي يعطي حلوى من السما طعمها الحلو والطبيعي، والعسل يضفي طعماً لذيذاً وحلاوة خفيفة، بينما دبس التمر يضيف نكهة غنية وعميقة، مما يجعلها خياراً مثالياً في الحلويات التي تُقدّم في المناسبات الكبيرة.
- بياض البيض:
يستخدم بياض البيض في حلوى من السما للحصول على قوام خفيف ورغوي، حيث يعمل بياض البيض على منح الحلوى ملمساً هشاً وأسطواني الشكل، مما يجعلها ممتعة في المذاق والمرونة عند تناولها.
- الطحين أو النشا:
يضاف الطحين أو النشا إلى الخليط ليساهم في تكثيف الحلوى وجعلها أكثر تماسكاً، مما يسهل تقطيعها وتناولها، والنشا بشكل خاص يساعد في جعل الحلوى خفيفة القوام وسهلة التشكيل.
- المكسرات (اختياري):
المكسرات مثل الجوز أو اللوز تُضاف لإضفاء نكهة غنية ولإعطاء الحلوى مظهراً مميزاً، كما أنها تعتبر لمسة جمالية على سطح الحلوى، حيث تضيف مزيجاً من الطعم والقوام المتنوع.
- الفانيليا أو ماء الورد (اختياري):
يمكن إضافة القليل من الفانيليا أو ماء الورد لمزيد من العطر والذوق المميز، فالفانيليا تعزز الطعم الحلو، بينما ماء الورد يُضيف لمسة من الرائحة العطرية التي تزيد من جاذبية الحلوى.
تعتبر من السما حلوى غنية في نكهتها ورائحتها رغم بساطتها في المكونات، وإنها تعكس جوهر الكرم والتراث العربي، حيث يمكن تخصيصها بطرق مختلفة تتناسب مع ذوق كل شخص، وإضافة المكسرات أو النكهات العطرية تُكمل تجربتها وتمنحها طابعاً فريداً.
كيف يتم تقديم من السما؟
تقديم من السما في الثقافة العربية يعتبر من أجمل تقاليد الضيافة التي تتخلل المناسبات الخاصة والاحتفالات العائلية والدينية، وهذه الحلوى التقليدية تحمل في طياتها رمزية الكرم والحفاوة، وتقدم بطرق متنوعة تعكس تقدير الضيوف والمناسبة، إليك بعض الطرق التي يتم بها تقديم من السما:
- في المناسبات الخاصة
الأعياد والمناسبات الدينية: تعتبر من السما من الحلويات المميزة التي تُحضر وتُقدم في الأعياد مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، وكذلك في أشهر رمضان والمناسبات الدينية الأخرى.
الاحتفالات العائلية: يتم تقديم من السما في الاحتفالات الاجتماعية مثل الأعراس، وأعياد الميلاد، أو أي مناسبة تجمع الأهل والأصدقاء، فهذه الحلوى تمثل الفخامة والكرم وتعد من الحلويات التي تُفضل العائلات في مثل هذه المناسبات.
- طريقة التقديم التقليدية
التقديم في صحون كبيرة: عادةً ما تُقدم من السما في صحون كبيرة أو أطباق مستديرة، حيث يتم ترتيب القطع بشكل مرتب وجميل، مما يضيف طابعاً جمالياً للمائدة.
إضافة المكسرات: أحياناً يتم تزيين من السما بالمكسرات مثل الجوز أو اللوز قبل تقديمها، مما يعزز من مذاقها ويجعلها أكثر تميزاً وتُقدم في طبق صغير أو في صحن تقديم أنيق.
- الضيافة التقليدية
الضيافة للزوار: في بعض العادات، تقدم من السما كجزء من استقبال الزوار، وتُرافق عادةً القهوة أو الشاي، حيث يعكس هذا التقديم كرم الضيافة ويدل على الترحيب الحار بالضيوف.
مع التمر والعصائر: في العديد من الأحيان، يتم تقديم من السما إلى جانب التمر أو العصائر الطبيعية، خصوصاً في أوقات ما قبل أو بعد الوجبات الرئيسية.
- التقديم بشكل فردي
تقطيعها لقطع صغيرة: لتسهيل تناولها، يتم تقطيع من السما إلى قطع صغيرة، وتوضع عادةً على ورق صغير أو في طبق فردي، فهذا يتيح للضيوف تناول الحلوى بسهولة ويشجع على المشاركة.
إضافة الزينة: لتزيين من السما بشكل أجمل، يمكن إضافة بعض المكسرات على الوجه أو رشة من السكر البودرة لزيادة جاذبيتها.
- التقديم في عبوات فاخرة
في المناسبات الكبيرة أو عندما تُهدى كهدية، يمكن وضع من السما في عبوات جميلة مزينة بأشرطة ملونة، مما يجعلها هدية مميزة وفريدة، وتُظهر الاهتمام بالتفاصيل.
- مع المشروبات التقليدية
قد يتم تقديم من السما جنباً إلى جنب مع المشروبات التقليدية مثل الشاي، القهوة العربية، أو حتى العصائر الطبيعية، حسب المناسبة أو الوقت من اليوم، وفي بعض الأحيان قد تُقدم مع مشروبات باردة أو ساخنة، ما يضيف تنوعاً للضيافة.
اقرأ أيضاً المن والسلوى في السعودية
من السما ليست مجرد حلوى لذيذة، بل هي جزء من تقاليد الضيافة العربية التي تعكس الكرم وحسن الاستقبال، سواء كان التقديم في صحون كبيرة أو عبوات مزخرفة، ومهما كانت الطريقة المتبعة، تبقى من السما رمزاً للاحتفال والمشاركة، مما يعزز روح التواصل والترابط بين الأفراد في مختلف المناسبات.
فاذا كنت ترغب بتجربة هذه الحلوى الفريدة اطلبها الأن من متجر عمر حلونجي من خلال الضغط على هذا الرابط OMAR HALAWANCHI